Home آسيافرع الإعلام ورقة عن الوجود الموريتاني في الكويت

ورقة عن الوجود الموريتاني في الكويت

by babadeye@gmail.com

النواة الأولى

تعود أولى جذور الاتصال بين الشعبين الموريتاني والكويتي إلى ما قبل عهد استقلال دولتيهما، فقد وصل سفراء علم وتدريس من الموريتانيين (الشناقطة)، منذ أوائل القرن العشرين.

على رأس هؤلاء العلامة محمد الأمين ولد فال الخير مؤسس مدرسة النجاة في الزبير “البصرة ” فقد أقام قبل ذلك في الكويت وتولى التدريس في مدرسة المباركية رائدة التعليم في الكويت والخليج.

وهناك شنقيطي آخر هو محمد محمود التندغي الذي مر بالكويت وربما مارس فيها التدريس لفترة وجيزة قبل أن يلتحق بملك العراق فيصل بن الحسين الهاشمي في بغداد مدرسا ومفتيا ثم يهاجر إلى الأردن

بعد الاستقلال

 وفي السبعينيات استقبلت مؤسسات التعليم والتكوين في الكويت طلاباً موريتانيين

في التسعينات استقبلت الكويت قرابة 30 مدرسا من مختلف التخصصات من خيرة الكفاءات الموريتانية تمت إعارتهم من طرف الدولة الموريتانية، منهم من انتهت مدة إعارته والبعض لايزال يمارس التدريس والتوجيه والإشراف حتى الآن.

تجديد السفارة الشنقيطية والدور المحظري من جديد:

كان لولد فال الخير بصمته الخاصة، التي تركت صداها وأثرها المميز في الذاكرة الثقافية لأهل الكويت، وعزَّزها ذلك الصدى القادمُ من بلاد الحجاز لعلماء الشناقطة هناك؛ فالديار قريبة، والعلائق موصولة، وطلاب العلم الكويتيون يسافرون إلى بلاد الحجاز
وغيرها من دول الخليج فيغشَون مجالس الشناقطة، ويحضرون دروسهم في الجوامع والجامعات، وهكذا استمر الاتصال بهذا الجانب من العطاء الموريتاني (الشنقيطي)، حتى بداية القرن الجديد، لتجدد الكويت التواصل المباشر وعن كثب مع سفراء المحظرة الشنقيطية من جديد، في محاولة لاستنبات التجربة المحظرية هنا بالكويت، بمبادرة من بعض المؤسسات الأهلية الكويتية التي حاولت إنشاء مجموعة شرعية، تستلهم المنهج المحظري الشنقيطي، فانتدبت لذلك بعض الشخصيات العلمية الشنقيطية ذات اليد الطولى في هذا الجانب، للأخذ عنها والاغتراف من علومها، وكان من أولئك الشيخ بوميه ولد ابياه، والشيخ محمد ولد مولاي، والشيخ سيدي محمد ولد محمد المصطفى (السليم) رحمه الله، وغيرهم، فكانت لمشايخ “المجموعة الشرعية” بصماتهم الخاصة، في تجديد السفارة الشنقيطية في البذل والتواضع وتدريس المتون الشرعية واللغوية وتحبيب العلم إلى الناس.

تواصل العطاء وانتشاره:

وفي هذه السنوات من بداية الألفينيات تمَّ تعيين السفير والعالم الجليل الشيخ عثمان
ولد أبي المعالي سفيرا للبلد في الكويت، فشهدت العلاقات بين البلدين في عهده

نقلة كبيرة ففعَّل العمل الدبلوماسي وأعطاه جرعة جديدة من الحيوية والانسيابية

 فكان أول سفير يساهم في تسهيل قدوم مجموعة كبيرة من الأئمة والمؤذنين بطلب وسعي منه وقبول وحرص من وزارة الأوقاف الكويتية.

وسَّع السفير الشيخ عثمان ولد الشيخ أحمد أبي المعالي مجال التعاون ليشمل الطلاب ففي عهده استقبلت كلية سعد العبد الله الأمنية مجموعة دفعات من الطلاب الموريتانيين

كما كان لسمعة الشيخ محمد الحسن ولد الددو وعلاقاته الواسعة دور كبير في تحسين صورة الموريتانيين وتسهيل وجودهم وقدومهم إلى الكويت.

 إضافة لكون كل من تم توظيفه من قبل سواء في وزارة التربية أو الأوقاف أعطى صورة حسنة جعلت المجتمع يتقبل الوجود الموريتاني ويرحب به.

وهكذا ظل الوجود الموريتاني يتزايد في الكويت ويتوسع إلى أن صار كل قطاع فيه بعض الأفراد كموظفين وسفراء لبلدهم.

يوجد الآن وزراء سابقون في المجال المالي والاستساري، ويوجد باحثون شرعيون، ومشايخ علماء (أكثرهم شباب)، يدرسون المتون ويقدمون الدورات الشرعية واللغوية.
 

يوجد كذلك موظفون في القطاع الخاص في الشركات والقطاع الأهلي

يوجد طلاب في المعاهد والجامعات الكويتية..

قد لا يكون العدد كثيرا مقارنة بجاليات أخرى؛ فمن حيث العدد لن يزيد على المئة بكثير.

لكن الجالية الموريتانية في الكويت مع عددها القليل تتسم بسمات مهمة:

أهمُّها: نخبويتها، وحسن علاقاتها داخل الكويت -التي يتوزع أفرادها في محافظاتها الست- وارتباطها الدائم بالوطن، ومتابعتها لأمره وإسهامها في قضاياه، فضلا عن عطائها
المتميز، وسمعتها الحسنة بحمد الله.

ثم هي جالية عاملة كلها لا يوجد فيها عاطل بفضل الله.

وهي-أخيرا-جالية متعاونة، متكاتفة، تواسي عند الحاجة، وتساعد عند الاقتضاء، وتجسِّد
معاني الإخاء، وتتصدَّى للنوائب.

You may also like

Leave a Comment